تزخر خزائن كرة القدم باللاعبين الذي يعدوا من أساطير أجيالهم بإختلاف الزمن سواء بتاريخ كرة القدم المصرية أو العالمية، كما اننا لازالنا إلى وقتنا الحالي نتذكرهم أو نتذكر مواجهات سطع فيها نجمهم بشكل كبير و نتذكر ايضاً كيف ساهموا في تتويج فرقهم بالألقاب الغالية؟.
و يسلط لكم موقع ” سكاي سبورتس كورة – sky sports kora “ ضوئه الأخضر نحو أحد هذه الأساطير بتاريخ كرة القدم المصرية و هو الكابتن ” محمود أبو الدهب”.
يعد الكابتن ” محمود أبو الدهب” من أهم نجوم كرة القدم المصرية و أحد اساطيرها ايضاً، و صنع العديد من الإنجازات على الصعيد المحلي كما ترك بصماته بالكرة العالمية، نعم عزيزي القارئ ما وقعت عيناك عليه صحيحاً لانه توجد علاقة بين “محمود أبو الدهب” و الكرة العالمية و بالتحديد بينه و بين بطولة “اليورو” التي أقيمت مؤخراً بعام 2020.
معلومات في ” الخمسينة” :
أغلب الجماهير و مشجعي الساحرة المستديرة يعلمون أن الكابتن ” محمود أبو الدهب ” لعب لصفوف العديد من الأندية المصرية أبرزها: ” الأهلي، الزمالك، جولدي، الترسانة، بلدية المحلة،المريخ “، كما شارك في العديد من المنافسات الدولية بقميص منتخب مصر.
و يمتلك أبو الدهب للموهبة و العديد من الإمكانيات الفنية المميزة منها أنه يمتلك أقدام قوية للغاية، و أغلب أهدافه أتت من مسافات بعيدة و بشكل سريع، وكل هذا بالرغم ان مركزه في اللعب مدافع و كان من الأقوى المدافعين في جيله.
أبو الدهب يسطع في سماء الكرة المصرية و يطير للعالمية:
أنتقل أبو الدهب من صفوف المريخ إلى الأهلي بعام 1992 و أصبح من أقوى و ألمع المدافعين في ذلك الوقت، قضى 5 مواسم و كان في أعلى مراحل تألقه الكروي، مما أدخله دائرة اهتمام تيرول النمساوي و تعاقدوا معه لينتقل لصفوف الفريق النمساوي وهو في ال27 من عمره حينها، وكان يعد هذا السن كبيراً بالأحتراف و لكن إمكانيته الفنية تخطت حاجز السن.
أبو الدهب يلفت الأنظار برفقة تيرول:
في الموسم الرياضي 1998/1999 كان تيرول النمساوي تحت قيادة المدير الفني التشيكي” فرانتيسك سبيرو” و الذي كان يقتنع بإمكانيات أبو الدهب مما دفعه للإعتماد عليه خلال المباريات، و خاض أبو الدهب 29 مواجهة بالدوري و سجل هدفين صاروخيين في مرمى شتورم جارتز و التي انتهت بالتعادل الإيجابي بنتيجة 2/2، و ساهم في فوز تيرول على فريق سي ڤي رايد حيث سجل هدف من ثلاثة لتيرول،و انتهت المباراة بنتيجة 3/1.
و بسبب قوة و سرعة تصويبات الأهداف التي سجلها أبو الدهب بقميص تيرول شكل الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لجنة لتتابع اللاعب و تقوم بقياس قوة و سرعة تصويباته.
أبو الدهب مهارة من ” دهب” رصعت تاج كأس الاتحاد الأوروبي:
و دخل أبو الدهب في منافسة شرسة بين زملائه و النجوم البارزين في الفريق النمساوي في المقارنات الرقمية للإمكانيات الفنية و قوة التسديد و السرعة في التصويب، و كان أبرزهم: “الكسندر كانافس، أوليفر برودلو، هانز جواكيم، روني تانجين، رولاند كيهلر، ألفريد هورتنجال، فرانسيس سفرانيس، و أخيراً كريستيان مايرليب”، و حظى أبو الدهب بحب الجماهير النمساوية في ذلك الوقت”.
و في نفس الموسم خاض ابو الدهب بقميص تيرول مباراة ضد فريق سيلتيك الاسكتلندي بكأس الاتحاد الأوروبي و لكنهم ودعوا البطولة بعدما تمكن تيرول من الفوز بمباراة الذهاب بنتيجة 2/1 فيما تلقوا الهزيمة في مباراة العودة بنتيجة 6/3.
و كان مركز أبو الدهب يدفعه للعب أمام نجوم عملاقة في تاريخ كرة القدم مثل:” هانريك لارسون” المهاجم السويدي المخضرم و اجبره أبو الدهب بدهاء أن يسجل هدف بالخطأ في مرماه.
و بالنصف الثاني من موسم 1998/1999 كانت بداية مشاركاته مع تيرول قوية للغاية، و لكن لم تكن النتائج جيدة على الإطلاق، حيث خاض 5 مباريات تلقى الهزيمة في 3 و فاز في واحدة، بينما تعادل في واحدة، كما خرج من حسابات الجهاز الفني لأسباب مجهولة، ليقرر بعد ذلك العودة لمصر، و كان متوقع من مسيرة أبو الدهب و تألقه أنه لو كان فكر بإستمراره في الإحتراف كان سيحتل مكانة عالمية كبيرة بكل تأكيد، و ذلك طبقاً لمؤشراته حيث كانت تتابعه فرق أوروبية كبيرة و خاصة في ظل مشاركاته المستمرة و تقديمه مستويات مميزة، و لكن هذه كلها أقدار و كان قدره أن تتوقف مسيرته اللامعة بالخارج عند ذلك الحد.
و كان في نفس الوقت المتواجد به أبو الدهب بصفوف تيرول كان يتواجد ايضاً النجم المصري “عبد الستار صبري“، و لكن كانت أغلب مشاركاته كلاعب بديل نظراً لصغر سنه في ذلك الوقت، و كان لا يزال حديث العهد بعالم الكرة الأوروبية حينها.
و هنا يأتي وقت نهاية القصة المثيرة بتاريخ” أبو الدهب” و حان وقت السؤال المحوري لموضوعنا اليوم، ما هي علاقة أبو الدهب ببطولة اليورو التي أقيمت مؤخراً؟
و الإجابة أعزائي المتابعين هي أنه أثناء لعب أبو الدهب بصفوف تيرول كان زميله بالفريق و حارس عرين الفريق النمساوي “ستانيسلاف تشيرتشسيوف” المدير الفني السابق لمنتخب روسيا و المشارك في بطولة “اليورو 2020 “برفقة المنتخب الروسي.
