الكرة العالمية
أخر الأخبار

“جمرة” العنصرية أشعلت نيران الغضب بين الإنتر و الميلان على مر التاريخ

تعد كرة القدم من أكثر الألعاب شعبية حول العالم، حيث يعشقها الجميع دون مبالغه فهي الساحرة المستديرة التي تسحر الأذهان و تخطف الأبصار، و تحرك شغف اللاعبين و الجماهير، و على الرغم من أنها الرياضة المحببه للقلوب إلا أن هناك بعض الجماهير و اللاعبين قد قاموا بتشويه صورتها المثالية ببعض التصرفات الخاطئة كالتعصب أو الحقد أو الإنتقام.

و سوف نضع جانباً قصص الحقد و الإنتقام و نركز في موضوع “التعصب“، و سنسلط الضوء على أشهر قصة تعصب بتاريخ الساحرة المستديرة، حيث أن تلك القصة لم تقتصر فقط على جماهير الفريقين و لكن امتدت للاعبين ايضاً.

دعونا الأن نتعرف أعزائي على طرفي قصتنا وهم فريق إنتر و أى سي ميلان، حيث ترجع أحداث هذه القصة لأكثر من 100 عام تقريباً و تمتلئ بالعديد من المعلومات المثيرة.

1908 كانت البداية:

بدأت جمرة الغضب في الإشتعال عقب مرور 9 أعوام على تأسيس نادي أى سي ميلان و بالتحديد 1908، و كان هو النادي الأكثر شهرة في ميلانو بذلك الوقت.

و بنفس التوقيت قرر الاتحاد الإيطالي أن يتم منع اللاعبين الغير إيطاليين من المشاركة في بطولة الدوري، و وافق نادي أى سي ميلان على الفور على ذلك القرار، و لكن كان هذا القرار خاطئ بوجهة نظر بعض أعضاء الاتحاد الأخرين و من هنا أشتعل الصراع و التعصب وتم توجيه الإتهامات للاتحاد بأنه يمارس العنصرية ضد اللاعبين الغير إيطاليين.

و طالت تلك الإتهامات الميلان بسبب موافقتهم و أنشق بعض أعضاء النادي و جماهير الميلان و قرروا إنشاء نادى آخر يلبي رغباتهم و يكون نداً قوياً للميلان، فتم إنشاء فريق آخر و سموه” إنترناسيونالي”و هو المعروف بأسم إنتر ميلان في الوقت الحالي، و كان يعني ذلك الأسم أنه دولي غير مقتصر على الإيطاليين فقط.

بعد عامين فقط الإنتر ينهي هيمنة الميلان على مدينة ميلانو:

و لم يمر سوى عامين فقط على تأسيس الإنتر إلا و أستطاع بأن يظفر بأول لقب دوري إيطالي له في تاريخه ليهز بذلك عرش الميلان و ينهي هيمنته على اللقب و المدينة، و تطور الأمر لكره الفريقين لبعضهم و إنقسام الجماهير و العراك المستمر بينهم مما أدى لوصولهم لذروة التعصب.

“ديربي الغضب” ما سبب وراء هذا الإسم؟

و سميت دائماً المباريات التي تجمع بين الأنتر و الميلان بديربي الغضب، حيث أنه دائماً ما كانت تتسم مبارياتهم بالشراسة و الندية، و كل طرف فيهم كان يسعى بكل الطرق ليثبت أنه الأفضل و ايضاً كانت هناك حروب آخرى قائمة بين الجمهورين حتى عقب نهاية الديربي، و كان يظهر ذلك بشكل واضح في المباريات الحاسمه للمسابقات الرسمية بإيطاليا.

و نستخلص من تلك القصة بالنهاية أن كرة القدم جميلة و منافساتها مثيرة، و لكن قد تتسبب بعض القرارات الغير حكيمة من المسئولين بإشعال فتن التعصب و الكره بين الأطراف سواء فريقين أو جماهير، و هذا لا يقتصر على إيطاليا فقط أو على تلك القصة و لكن بكل أنحاء العالم نرى العديد من القرارات السريعة و التي لا يتم دراستها بالشكل الكافي، فتتلقى ردود أفعال غاضبة أو معترضة، و لذلك يجب على كل مسئول أن يدرس قراراته بحكمة لأن القرارات الخاطئة من المحتمل أن تظل تدفع ثمنها منذ وقت إتخذها إلى وقتنا الحاضر مثل قصتنا اليوم بين الميلان و الإنتر التي لازالت تشتعل بينهم نيران الغضب إلى وقتنا الحاضر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى