أخر الأخبار
أخر الأخبار

كارما محمد تكتب .. كرة القدم للمتعه الكروية و ألمانيا فقدت الهوية فأصبحت مجالًا للسخرية

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة للمنتخب الألماني و كانت غريبة نوعاً ما و أثارت جدل واسع، كما وجه الجميع انتقاداً لاذعاً لمنتخب ألمانيا بسبب هذه الصورة، و انتشرت تلك الصورة بسرعة كبيرة في غضون ساعات.

حيث ظهر المنتخب الألماني بالصورة و لاعبيه يضعون أيديهم على الأفواه بعد أن منعتهم اللجنة المنظمة من تعليق شارة “one love” و التي تدعم المثليين ، و ذلك قبل إنطلاق مواجهتم أمام اليابان أول أمس في إشارة إلى أن قطر تكمم الأفواه، و تقيد الحريات.

و قد انتقد الوطن العربي هذه الصورة حيث رأى الجميع أنها تتعارض بشكل واضح مع الشريعة الإسلامية، و مبادئ و أخلاقيات الوطن العربي.

و أظهرت تلك الصورة دعم المنتخب الألماني الواضح للمجتمع المثلي أو المتنوعين على حد تعبيرهم، وقد ظهرت تلك الحملة بعدما تم منع بعض المشجعين من دخول المباريات لدعم منتخبات بلادهم بسبب بعض القمصان أو القبعات التي ظهر بها ألوان علم قوس قزح و التي ترمز لمجتمع “الميم“.

و في حقيقة الأمر أن هذا الموضوع شائك و غير معتاد أن يظهر في مسابقة تخص كرة القدم، حيث أن الساحرة المستديرة هدفها الأساسي الترفيه، و مشاهدة كرة قدم ممتعة من لاعبين مميزين و ليس دعم فئة معينة من المجتمع.

لا أعلم ما السبب الذي يدفع منتخب من عملاقة قارة أوروبا أن يظهر بهذا الشكل السئ أمام أعين العالم أجمع و أعين الوطن العربي بشكل خاص؟، فهذه ليست حرية على الإطلاق لأن جميع المنتخبات المشاركة بالبطولة تعلم أن قطر بلد عربي إسلامي و يجب عليهم جميعاً الالتزام بقواعدها و إحترام شريعتها.

و أعتقد أن تلك الصورة المتدوالة قد افقدت المنتخب الألماني جزء كبير شعبيته في قلوب جماهيره من الوطن العربي على الأقل و ايضاً قد كلفتهم المباراة، فحينما يخرج تركيز اللاعبين من نطاق المستطيل الأخضر فحتماً سيتسبب ذلك في هزيمتهم كما حدث أول أمس فقد سقط الألمان في فخ الهزيمة أمام اليابان بثنائية مقابل هدف.

دعونا نأخذ هذا الأمر من زاوية آخرى كرة القدم رياضة هدفها الترفيه و الإمتاع، و من المعتاد أن نشاهد خلال متابعة المسابقات الخاصة باللعبة جماهير تدعم منتخبات بلادهم أو فرقهم المفضلة و لاعبين يسعون لحصد الألقاب و إسعاد الجماهير الداعمة لهم، و لكن منذ متى و أصبحت الساحرة المستديرة مجالاً لدعم فئة مجتمعية معينة؟، هذه التصرفات الغير مدروسة لا تمت لكرة القدم بصلة و تشوه ايضاً صورة تلك الرياضة الجميلة.

و في نفس السياق قد وجهت العديد من الشخصيات العربية و العالمية البارزة على الساحة الرياضية قذائف لهب الانتقادات بسبب تصرفات المنتخب الألماني، كما حذر الاتحاد الدولي لكرة القدم من هذه التصرفات التي تبتعد كل البعد عن المسار الرياضي.

و بشأن هذا الأمر ايضاً اصدر الاتحاد الألماني لكرة القدم بياناً رسمياً لتبرير موقف اللاعبين و خاصة عقب أن شنت العديد من الشخصيات العربية و الأوروبيه هجوماً لاذعاً على اللاعبين.

و جاء نص بيان الاتحاد على النحو التالي:

أردنا أن يرتدي قائدنا شارة قيادة لاتخاذ موقف تجاه القيم التي نتمسك بها، فالمنتخب الوطني الألماني يؤمن بالتنوع و الإحترام المتبادل برفقة المنتخبات الآخرى، و أردنا أن يتم سماع أصواتنا، و لم يكن هذا الأمر بغرض إرسال رسائل سياسية فحقوق الإنسان غير قابلة للتفاوض و يجب أن تكون الحقوق مكفولة و لكن هذا ليس الوضع حتى الأن، و منعنا من إرتداء الشارة يشبه حرمننا من أصواتنا، نحن نقف بكل تأكيد بجانب مواقفنا“.

و على الوجه الآخر شهدت تلك الحملة موافقه من بعض نجوم الكرة العالمية، و لكنهم ألتزموا بقواعد البلد المتواجدين فيها و وضعوا تركيزهم على لعب كرة القدم فقط.

و بعدما شهدت الساعات الماضية هذا الجدل الواسع و ظهر المؤديين و المعارضين لتلك التصرفات و تعليق الاتحاد الألماني على الواقعة، برأيي عندما تتواجد كضيف في مكان يجب أن تخضع لقواعده و ليس العكس، فشئت أم رفضت تبقا هذه المعتقدات و المبادئ التي ترفض دعم فئة مجتمعية مختلفة راسخه في قلوب و اذهان العالم العربي على وجه الخصوص، و تلك الأفكار غير مقبولة دائماً وأبداً.

و اختتم حديثي بهذه العبارات “أنت حر ما لم تضر” و لكن عندما تتعدى بحريتك على الثقافات و المعتقدات الدينية و مبادئ الوطن العربي بأكمله و أخص بحديثي الوطن العربي تحديداً لان البطولة تقام في قطر و هي بلد عربية إسلامية فهذه ليست حرية و إنما تعتبر إهانة، و تقع هذه التصرفات تحت بند الضرر ايضاً لأن هذا الفعل يجبر العرب تحديداً على قبول وضع غير معتاد و غير صحيح بكل المعايير، و هذا الأمر مرفوض تماماً و هنا يجب أن تعيدوا حساباتكم و تتعلموا كيفية إحترام غيركم، أما بالنسبة للرياضة فأنتم تشاركون بمحفل دولي ينتظره العالم بشغف فيجب أن تكون أولوياتكم أن تقدموا كرة قدم ممتعة يسعد بها الناس، و هذه البطولة ليست مكاناً لإظهار المعتقدات التي تخصكم أو الدفاع عن مواقفكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى