أصبح التحرش والاعتداء الجنسي في عالم الرياضة شيئا معتادا على آذاننا، فباتت المرأة معرضة لكل أنواع الأذى جسديا ونفسيا، وحدثت خلال السنوات الماضية العديد من وقائع التحرش سواء في كرة القدم أو في الرياضات الأخرى.
وباتت هذه الظاهرة المرعبة تتكرر مع العديد من الرياضيات، سواء كان الأمر من قبل رؤساء الاتحاد القائمين على اللعبة أو المدربين الخاصين، ومؤخرا بدأ العالم يبحث عن حل جذري لهذه المشكلة وحماية المرأة.. فماذا حدث؟
قامت العديد من المنظمات بسياسات وهياكل لتعديل الثقافة التنظيمية لمنع العنف ضد المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين، حيث حاولت العديد من المنظمات الرياضية التي يهيمن عليها الذكور تحسين مشاركة المرأة.
أُعلن أن فيفا والهيئة التابعة للأمم المتحدة بصدد إطلاق شبكة تحقيق عالمية لمعالجة الاعتداء الجنسي في جميع الرياضات، وأشاد البعض بهذه الخطوة باعتبارها خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن آخرين، بما في ذلك هيومن رايتس ووتش ونقابة اللاعبين الدوليين فيبرو، غير متأكدين مما إذا كان فيفا هو الهيئة المناسبة لإنشاء هذه الشبكة، مشيرين إلى سجلهم السيئ في التعامل مع حالات الاعتداء.
يلقي سكاي سبورتس كوره الضوء على أبرز السيدات اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي في عالم الرياضة:
بينج شواي
اتهمت لاعبة التنس الصينية بنج شواي نائب رئيس الوزراء الصيني السابق تشانغ قاولي في 2021، بالاعتداء الجنسي وكانت هذه المرة الأولى التي يتم فيها اتهام عضو بارز في الحزب الشيوعي الصيني بالتحرش الجنسي وفي غضون 20 دقيقة من مشاركة قصتها على حسابها على موقع “ويب” تمت إزالتها من قبل السلطات الصينية، بعد أن اختفت عن الأنظار عقب اتهاماتها وانطلقت إنذارات حول سلامتها ومكان وجودها.
ورداً على مزاعمها واختفائها اللاحق، خرجت العديد من المنظمات الرياضية وزملائها الرياضيين لدعم شواي، بما في ذلك نعومي أوساكا وبيلي جان كينج وروجر فيدرر ورافائيل نادال.
فريق الجمباز النسائي الأمريكي
في عام 2016 كانت لاعبة الجمباز السابقة راشيل دنهلاندر واحدة من لاعبتين جمباز قدمتا شكوى تحرش جنسي ضد لاري نصار طبيب منتخب الولايات المتحدة الأمريكية للجمباز، وبعد اتهامهما له تقدمت أكثر من 265 امرأة واتهمن نصار بالاعتداء الجنسي عليهن.
ومن بين متهميه أعضاء المنتخب الوطني الأمريكي السابق والحالي للجمباز جيسيكا هوارد وجيمي دانتشر، ومورجان وايت، وجانيت أنتولين، وماكايلا ماروني، وآلي رايزمان، وماجي نيكولز، وجابي دوجلاس، وسيمون بيلز.
واعتدى نصار على بعض الرياضيين جنسيًا لمدة 14 عامًا من حياته المهنية، بحجة تقديم العلاج الطبي، وكان العديد من ضحاياه من القصر، ويعتبر نصار أكبر فضيحة اعتداء جنسي في تاريخ الرياضة. ويقضي عقوبة لعدة جرائم في السجن الفيدرالي، بما في ذلك تهم الاعتداء الجنسي والمواد الإباحية للأطفال، وفي عام 2021 شهد ماروني وبايلز ونيكولز ورايزمان أمام مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن فشل مكتب التحقيقات الفيدرالي في التحقيق في الشكاوى السابقة ضد نصار.
فريق كرة القدم النسائي الأفغاني
في عام 2018 تم الكشف عن تعرض أعضاء في المنتخب الوطني الأفغاني للسيدات للاعتداء الجنسي والجسدي من قبل رجال من اتحاد كرة القدم في البلاد، بما في ذلك الرئيس كيرام الدين كريم .وفي عام 2019، بعد تحقيق أجراه فيفا، مُنع كريم من ممارسة كرة القدم مدى الحياة، وصدرت مذكرة بإلقاء القبض عليه، لكنه أفلت من محاولة القوات الخاصة للقبض عليه، ولا يزال طليقا حاليا.
شيم سوك هي
في عام 2018 اتهمت الحائزة على الميدالية الذهبية الأولمبية والمتزلجة السريعة الكورية الجنوبية شيم سوك هي مدربها السابق، تشو جاي-بوم، بالاعتداء الجنسي والجسدي عليها عندما كانت قاصرا. وبسبب الاعتداء المستمر، غادرت المنتخب الوطني لتفادي المزيد من الاعتداءات، وأدين شو بتهمة الإساءة الجسدية والجنسية لشيم ويقضي حكما بالسجن لمدة 12 عاما.
المبارزات الأمريكيات
نشأ الجدل في عام 2021 عندما سُمح للمبارز ألين هادزيتش بتمثيل الولايات المتحدة في أولمبياد طوكيو، على الرغم من أنه كان قيد التحقيق لثلاث تهم على الأقل بسوء السلوك الجنسي ضد زملائه المبارزين. ومع بعض المزاعم التي تعود إلى عام 2010، على الرغم من تعليقه في البداية، رفع المنع عن طريق التحكيم، وبعد أن أثارت مجموعة من ست مبارزات من فريق الولايات المتحدة الأمريكية مخاوف بشأن كون هادزيتش جزءًا من الفريق.
وتم وضع “خطة أمان” لإبقاء هادزيتش بعيدًا عن المنافسات الأخريات، بما في ذلك السفر إلى طوكيو على متن طائرة منفصلة عن زملائه في الفريق، والبقاء، والابتعاد عن القرية الأولمبية ومنعه من التدرب مع زميلاته. وفي عام 2021، منعت الولايات المتحدة الأمريكية المبارز هادزيتش من دخول الأحداث التي نظمتها.
لاعبات كرة القدم من هايتي
في عام 2020 اتهمت العديد من لاعبي كرة القدم في هايتي، رئيس الاتحاد الهايتي لكرة القدم، إيف جان-بارت، بالاعتداء الجنسي وسوء السلوك على العديد من لاعبي كرة القدم، بما في ذلك القاصرات. وادعى أحد المتهمين أنها احتاجت إلى الإجهاض بعد أن اغتصبها. وفي نوفمبر 2020، تم حظر جان بارت من كرة القدم مدى الحياة من قبل فيفا.
