أخر الأخبارالكرة العالمية

“فابينيو”.. مسمار في ليفربول يهدد عرشه والبديل مغمور لكلوب

دفع آرسنال مؤخرًا 105 ملايين جنيه استرليني للتعاقد مع ديكلان رايس من وست هام لكن المدرب ميكيل أرتيتا لا توجد لديه أي شكوك أن اللاعب سيثبت قيمة ممتازة مقابل ما دُفع فيه.

وبعيداً عن رأي أرتيتا فإن رايس هو أحد هؤلاء اللاعبين النادرين الذين يمكنهم التحول والإرتقاء بكل من حولهم بالفريق إلى مستوى مختلف.

وتحدث ارتيتا عن رايس في وقت سابق :”أراه مثل المنارة لأنه يساعد الفريق بتسليط الضوء على الآخرين ويجعل الفريق أفضل”.

وعند سماع ما يقوله أرتيتا عن رايس كان من المستحيل أن يخطر في البال فابينيو لاعب وسط ليفربول، لأن هذا الدور هو بالضبط الذي اعتاد البرازيلي على القيام به في أنفيلد.

كان قد سبق ووصفه المساعد بيب ليندرز بنفس الكلمة “المنارة” وهي نقطة مرجعية رفيعة ولكن لها أبعاد مختلفة داخل فريق المدرب يورجن كلوب.

فـ “منارة” ليفربول تخلى عن هذه المكانة مؤخرًا وأصبح على وشك الانتقال إلى اتحاد جدة السعودي، بعدما حصل على الضوء الأخضر للقيام بهذه الخطوة التي تعكس التغير الجذري في حياة اللاعب في غضون سنة واحدة فقط.

وللإشارة، كان فابينيو لا يمكن المساس به ويمكن القول إنه وقتها كان أهم لاعب في ليفربول من منظور تكتيكي، لأنه كان أحد القوى الدافعة لخط الدفاع، وأطلق عليه كلوب لقب “دايسون” بسبب الانسيابية التي يتمتع بها في توزيع الكرات.

في ذلك الوقت كان يمكن القول إنه من أفضل لاعبي العالم عندما يتعلق الأمر بمركز المحور الدفاعي، تواجدا كيفين دي بروينه ولوكا مودريتش أمامه في سباق الكرة الذهبية عام 2022 وهو ما يعكس عدم حصول اللاعب على حقه بالشكل الكافي.

التركيز على مساعدة الآخرين في التطور :

كان يعلم فابينيو أن من يلعبون بمركزه لا يحصلون على حقهم، حيث صرح للموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي العام الماضي:”المشجعون الأصغر سنًا سيولون دائمًا اهتمامًا أكبر لمن يسجلون الأهداف”.

وأكمل:”إحراز الأهداف يظل هو الشيء الأفضل في كرة القدم، لكني احب أن أركز على كيفية مساعدة اللاعبين من حولي على تحسين إحصائياتهم لتسجيل المزيد من الأهداف ولعب الكثير من التمريرات”.

في حين أن تفوق فابينيو المستمر قد يمر دون أن يلاحظه أحد لفترة طويلة، فإن تراجعه الدراماتيكي كان واضحًا بالنسبة للجميع لأن المواهب المماثلة لا تحظى بالتقدير الكافي مهما كانت أهميتها في الملعب.

انهار ليفربول في ظل معاناة فابينيو من الناحية الذهنية والبدنية في الموسم الماضي، البرازيلي فشل في استعادة الكثير من الكرات مثلما كان يفعل في الماضي وعانى الجميع نتيجة لذلك سواء من الناحية الدفاعية والهجومية.

إما الرجل المكلف بالتحكم في “الفوضى المنظمة” المتأصلة في فلسفة كلوب الكروية كان منهكًا أو انتهى تمامًا، وفي كلتا الحالتين العواقب كانت وخيمة على المدرب الألماني.

وكما قال جونز في أحد المواقع:”ليفربول ظهر خاسرًا من دون منارته”، حيث فاز الفريق بأربع لقاءات فقط من أول 12 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز وخرج من سباق المنافسة على اللقب بحلول نهاية أكتوبر.

إنخفاض حاد في المستوى المأمول :

تحسن فابينيو في النصف الثاني من موسم صعب تمامًا مثل ليفربول، حيث أعاد لنا كيفية ارتباط مستواه بشكل جوهري بمستوى فريقه.

كان يخطط ليفربول دائمًا لإصلاح خط الوسط هذا الصيف، وفي الحقيقة أن الأمر كان يجب أن يتم العام الماضي، ولكن الإعتقاد السائد كان يتمثل في قدرتهم على الصمود لمدة عام واحد قبل التعاقد مع جود بيلينجهام من بوروسيا دورتموند.

جاءت المقامرة بنتيجة عكسية وذلك بذهاب بيلينجهام إلى ريال مدريد قبل نهاية الموسم الماضي، كما ثبت أن إيمان ليفربول بفابينيو لم يكن في محله.

ولكن للإنصاف، في حين أن الحاجة للتخلي عن نابي كيتا المتعثر كانت واضحة منذ سنوات لم يكن أحد في أنفيلد يتوقع السقوط الصادم لفابينيو، لأنه من النادر أن يعاني لاعب بهذه القيمة بهذه السرعة.

لكن الأمر الأكثر إثارة للصدمة هو رغبة ليفربول في بيع فابينيو أحد أكثر أعضاء الفريق خبرة!

من لاعب متكامل إلى قابل للبيع :

انتشرت الأخبار التي تفيد بأن ليفربول منفتحًا على السماح للقائد جوردان هندرسون بالمغادرة بما فيه الكفاية لكن من الممكن تفهم أن النادي أراد الحصول على بعض الأموال بعد الإنفاق لضم أليكسيس ماك أليستر ودومينيك سوبوسلاي.

كان الإفتراض وقتها أنه ما لم يخفض ساوثامبتون سعره المطلوب لبيع روميو لافيا فإن فابينيو سيبدأ الموسم باعتباره المحور الدفاعي الأساسي لليفربول وبدلًا من ذلك يتجه البرازيلي الآن إلى باب الخروج وهي الخطوة التي تبدو حزينة بسبب دور اللاعب في بطولات ليفربول الفترة الأخيرة، حيث كان بمثابة نقطة الارتكاز في خط الوسط التي كافحت لفرض أسلوب يورجن كلوب.

كان فابينيو أحد اللاعبين المفضلين لدى الجماهير، لأنه أثبت أناقته خارج الملعب أيضًا، بفضل شخصيته المتواضعة التي يعشقها الجميع في أنفيلد.

ولكن من الواضح أن كلوب والنادي قررا أن عرض الاتحاد لضم صاحب الـ29 سنة لا يمكن رفضه، ليتحول اللاعب من جزء لا يتجزأ إلى لاعب يمكن التخلي عنه بسهوله، ونظرا لما حدث يبحث ليفربول عن منارة جديدة والعثور على منارة فعالة مثل فابينيو لن يكون سهلًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى